الهدف 5: المساواة بين الجنسين
المساواة بين الجنسين ليست حقا أصيلا من حقوق الإنسان وحسب، وأنما
كذلك ضرورة من ضروريات وجود عالم مستدام ينعم بالإزدهار والسلام.
ان المساواة بين المرأة و
الرجل ليس بالفعل حل حقيقي لتمكينها و منحها حقوقها الطبيعية، فكلا من الرجل و
المرأه له التزماته و مسئولياته التى لا يمكن ان تتخلي عنها الاسرة ، ما إذا اردنا
ان نصنع مجتمع انساني منسجم ومتناغم ينعم بالرخاء و الاستقرار ، فى ظل الاسرة مكون
رئيسي للمجتمع ، و إذا كان هناك ضرورة ملحة للعالم ان يعقد الامور اكثر، فعليه ان يعمم
تلك الفكرة فيصبح على كلا من الجنسين نفس المسؤولية و المهام و الصلاحيات داخل
الاسرة فيصبح الدور مضاعف لكا منهم ، وأني أري ان تحديد مهام ومسؤوليات وصلاحيات
كل طرف من اقطاب الاسرة هو العمود الذي يحمل مظلة استقرار الاسرة ، فإذا ما عمل
الجنسين من يتولي رعاية الابناء و الاسرة ، فالمرأة الغير العاملة تعاني من كثرة
الاعباء الملقاه على عاتقها ، من حمل و رضاعة ورعاية صغيرها و تربيته و تنشأته و
تعليمة و ادارة شئون منزلها واسرتها و اعداد الطعام و النظافة الي اخره من مهام
تستقطع كامل وقتها، و بغيابها عن دورها ينهار كل شئ ، و الرجل من مسؤوليات توفير
الرعاية المادية لتوفير الاحتاجات للاسرة و الا اصبحنا امام عالم يعاني التفكك و
الجوع و الفقر و تنهار المنظومة الاجتماعية بالكامل ، و بغض النظر عن مدي استجابة
المرأة لذلك او رفضه وهي حريتها الشخصية و لابد من تمكينها لتصبح عنصر انتاجي، الا
ان دورها الاساسي هو عنصر فاعل بالفعل و لا ينتقص من قيمتها او حريتها شئ ، وعلينا
ان نعي ان الرجل لا يستطيع ادراة منزل او تربية الابناء التربية الصحيحية ، فلكلا
منا دور و قد خصص الخالق دور لكل من الرجل و المرأة و حبي كلا منا بمواصفات وقدرات
مذهلة لتحمل دوره ، و الا لكان لكل من الرجل و المرأه القدرة على الأنجاب و
الرضاعة و التربية ، ومن خلال هذا الفصل فى الادوار علينا ان نرسم السلوك الصحيح
لكلا من الرجل و المرأة بالاسرة كمكون رئيسي للمجتمع مع توفير الحقوق و تحديد
الواجبات و المسؤوليات و الصلاحيات اللازمة لكلا منهما حتى لانكون سبب فى انهيار
المجتمع الدولي والعالم دون قصد ، بغض النظرعن تلك المعطيات فالجميع سواء امام
القانون و حقوق الملكية و العمل و الادخار و حرية الفكر و العقيدة و كافة مواد
الاعلان العالمي لحقوق الانسان و مواده الثلاثين، بجانب الحقوق السياسية و المدنية
و الحقوق الاقتصادية والاجتماعية التى رسخت فى العديد من الاتفاقيات بما في ذلك
العهد الدولي و بالرغم من عدم موافقة غالبية الدول عليه، و من ابدي تحفظات و من
وقع ولم يعتمده و من رفضه، نجد اننا امام مشكلة كبيرة تحتاج لحلول و التزامات و معاهدات
ملزمة لتقنين تلك المسؤوليات المشتركة بين الجنسين فى الاسرة و المجتمع ، وواقع
الامر ان تبني مشروع المعمورات و القري الذكية كمجتمعات بسيطة العدد ستؤدي لحل تلك
المضلعة بشكل كبير، من خلال توفير بيئة حيايتية و معيشية متكاملة للاسرة و الذكور
و الاناث على حد سواء، و تمكين الشباب من الزواج و تفتح المجال على مصرعية لكلا
منهما ليتحمل اعباءة و مسؤولياته و مهامة، و اكتسابة لحقوقه الطبيعية، من خلال
توفير بيئة عمل مناسبة للجنسين مع رعاية متكاملة للاطفال فى كافة المراحل العمرية
، وتقديم خدمات متميزة للسكان فى شتي المجلات من مؤسسات خدمية باجر و رسوم بسيطة،
لنصبح امام عالم منفتح و حياة افضل وتحقيق رفاه الشعوب و المجتمع و الاسرة ،
الجميع يعمل و الجميع يحقق دخل وطموحاته و استقراره ، ويجسد ذلك نظام الكبسولات
المعيشية للافراد والقابلة للدمج لتكون وحة معيشية اسرية واحده او منفصلة ، حتي
إذا ما استحال الاستمرار فى العلاقة الاسرية ، يصبح كلا له حياته ومأواه ، دون ان
يأثر التفكك الاسري على انهيار لاحد اطراف العلاقة سوء الزوج او الزوجة ، فعلي
سبيل المثال عند التطبيق على النموذج المصري نجد ان القانون يمنح الزوجة الحاضنة
الوحدة السكنية ، فيصبح الزوج مهدد بلا مأوي
ليتولي كافة امور حياته بنفسه و فى اغلب الاحيان تتحطم حياتة فالزواج مشروع
مكلف جدا، فى ظل وصول الوحدة السكنية لمليون جنية و الحد الادني للدخل الفين جنية
اي يحتاج الشاب الى 40 عام لتوفير قيمة الوحدة السكنية، و 10 اعوام لتجهيزها و
مراسم الزواج و من المحتمل ان كل شئ ينهار خلال السنة الاولي من الزواج، حسب
احصاءات الجهاز المركزي للتعبئة العامة و الاحصاء، هناك مليون حالة طلاق سنوياً
بسسب الظروف الاجتماعية السيئة و تدني مستوي الدخل و غلاء الاسعار ، وماذا عن
المرأه العاملة المطلقة و لديها اطفال و حاضنة لهم ، كيف يمكن رعايتهم ، أو توفي
احدهما ، هناك مشكلات معقدة علينا ان نجد حلول لها ، فمن خلال النظام المقترح
نستطيع ان نجزم بأنه حل مثالي، يمكن تطبيقه على الدول الراغبة فى توفير حلول ناجعة
لتلك المشكلات المتراكمة الا وهي استقرار الاسرة، و التى تعد اهم من تحقيق
المساواة التى لا تؤدي الى استقرار الاسرة والمجتمع و النشئ - الاجيال القادمة .
ويعتمد هذا النظام على توفير الحرية و المساواة لكافة افراد الاسرة الزوج و الزوجة
و الابناء ففي حالة انهيار الاسرة يستقل كلا بذاته و الابناء ايضا فى مكان معيشة
منفصل تحت رعاية الوالدين او الدولة، فنحقق مزايا جديدة لحقوق المرأة مع توفير
امكانية استكمال حياتهم دون معاناة او تحمل اعباء تربية الابناء وحدها ، كذكلك هو
حل مثالي للزوج ليبدأ ياة جديدة ، و للابناء حيث ان يمكنهم الحصول على رعاية
الدولة من خلال مجمعات سكنية مخصصة لذلك ينتقل اليها الاطفال بوحدتهم المعيشية
المنفصلة ليعيشو فى خصوصية ورعاية الدولة ، و الجدير بالذكر ماذ يحدث فى حالة
الحكم بالسجن على احد الابوين او كلاهما ، وماهي الحلول المقترحة حالة سوء معاملة
الأباء لابنائهم لمنع الجرائم النفسية و تفريخ اجيال معقدة نفسيا،وغير سوية لتوفير
بيئة أجتماعية ناضجة و وجود عالم مستدام ينعم بالإزدهار والسلام و سنتحدث بشكل اكثر تفصيلا عن تلك البيئة الجديدة بالهدف 11: مدن ومجتمعات
محلية مستدامة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق