الهدف 1: القضاء على الفقر
لابد من أن يكون النمو الاقتصادي شاملا
للجميع بحيث يتيح وظائف مستدام ويعزز المساواة
ان توفير التعليم
الجيد و التدريب المهاري لاكساب مهارة العمل هي اساس القضاء على الفقر، ولا يتحقق
ذلك الا فى حالة توفر فرص العمل او القدرة على الاستثمار فى المشروعات الصغيرة و
متناهية الصغر، و تمكين الجميع على حد سواء دون تحيز و تمييز و اتاحة فرص متكافئة،
فى ظل مناخ اقتصادي و بيئة اعمال مناسبة تمكنهم من تحقيق دخل كافي يكفل لكل انسان
تغطية احتياجاته الضرورية من مأكل وملبس و سكن .
لكن تواجه دول العالم مشكلة فى التخطيط لتحقيق البيئة المناسبة
الصالحة لتمكين مواطنيها من ذلك ، بسبب عدم اكتشاف الثروات الضائعة التى تهدرها
دون علم.
فالانسان فى حد ذاته هو المحور الاساسي فى التنمية و المستفيد منها،
وان الانسان هو اعظم اله قادره على تحقيق تلك التنمية المنشودة .
بالرغم من توفر الاراضي
الشاسعة بكل دول العالم إلا انها تعيش داخل معمورات ضيقة و اودية منذ قديم الزمان
بسبب ندرة المياه الصالحة للزراعة و الشرب .
علي سبيل المثال
ان الحل لتحقيق التقدم ، يكمن فى استثمار الثروة البشرية
و الطبيعية الارض ، ليس الاستثمار المالي او التقنية والمشروعات
القومية و الثروة الطبيعية المستخرة كالبترول و المعادن ، ان الانسان يستطيع ان يزرع 10 إلى 20 فدان محصولي ؛ ينتج الفدان 40 اردب قمح على سبيل المثال = 150 كيلو،
بما يساوى 6 طن لكل فدان ، باجمالي = 60 طن للعشرة افدنة ، يأكل منهم 100 الف شخص ليوم كامل ، ويحقق الفدان متوسط 10 الاف جنية
اجمالى 100 الف جنية سنوياً للعشرة افدنة، و لا نقلل من أهمية الصناعة فكل فرصة عمل صناعية تولد 3 فرص عمل فى مجالات اخري.
اجمالى 100 الف جنية سنوياً للعشرة افدنة، و لا نقلل من أهمية الصناعة فكل فرصة عمل صناعية تولد 3 فرص عمل فى مجالات اخري.
و بالتطبيق على مصر، مساحتها
التي تتجاوز مليون كيلومتر مربع، يعيش فيها 100 مليون مواطن فى حيز النيل الضيق، و
لا يتجاوز المساحة المأهولة بالسكان عن 7 % فقط من مساحة تلك الاراضي الشاسعة الغير
مستغلة.
ماذا عن مجتمع بشري شاب
يصل فيه عدد الشباب الى 60 % من اجمالي الشعب، و ماذا عن مايزيد عن 20 مليون شاب
لا يحظي بفرصة عمل ، و ماذا عن 50 % منهم شباب من المتعلمين تعليم عالي جامعي ،
وماذا عن نسبة الفقر التي تزيد عن 50 % من اجمالي عدد السكان، ماذا عن الرعاية
الصحية التى تعد من اكبر المشكلات، ماذا عن احتياج ما يزيد عن 30 مليون شاب لشقق
سكنية للزواج ، ماذا عن نسبة 70 % من السكان تعيش فى عشوائيات لا تليق بالانسان
كسكن ادمي ، ناهيك عن نسبة الطلاق و الاسر المفككة بسبب الفقر ، بجانب تضاعف
التضخم و غلاء الاسعار الذي تضاعف عدة مرات و ارتفاع أسعار السلع و المنتجات فى
غضون السنوات القليلة الماضية مما ادي الى زيادة الفقر و الجوع ، انها مشكله
عالمية ،و تنتشر المشكلة فى اكثر من 100 دولة بالعالم دون ان يجد المسؤولين و
الساسة لها حلول جذرية بالرغم من الجهود المضنية و التحديات الصعبة لازال يعيش
العالم فى فقر .
أن مشكلة الفقر لا يمكن ان نختذلها فى سطر او سطرين من خلال هدف و
مجموعة غايات بل تحتاج لتفعيل عشرات البحوث المتوفرة و القابلة للتطبيق الفوري،
دون استجابة من المسؤولين
و فى حقيقة الامر علينا ان نسأل لماذا هناك فقر ؟
و السؤال الاهم من المسؤول عن الفقر هل السلطة التنفيذية و الحكومة ام
الازمة الاقتصادية و ندرة الموارد ام عدم اكتشاف الثروة الحقيقية ام عدم اكتشاف
الفرص الضائعة ؟
هل هناك ازمة أقتصادية بالفعل ام نحتاج لمنهجية و سياسة اقتصادية
رشيدة تقضي على الفقر و تحقق فرصة للجميع للعمل و الانتاج ؟
يا تري ما تلك السياسة الرشيدة وما هي الخطط التنفيذية الفعلية التى
تحققها ؟
هل بزيادة المشروعات القومية ام المشروعات الصغيرة او اتباع سياسة
للاقتصاد الموجه الذي يضع اهداف فرعية تحقق الاهداف المرجوة ؟
وحسب عنوان الكتاب هل هناك فرص ضائعة يمكن استثمارها بالفعل ؟
هذا ما سنكتشفه سويا عبر هذه الصفحات لنصل اليها و نعمل على تنفيذها.
ففى ظل العولمة و
الاقتصاد الرأسمالي الحر تخلت الحكومات عن دورها الفعلي ، مما ادى لزيادة الفقراء فقرا و الاغنياء غني، و قد يكون من
المناسب اليوم تبني سياسات رشيدة تجمع بين الرأسمالية الحرة و الرأسمالية المشتركة
والموجهة، كي تتكمن الحكومات بالدول
الفقيرة من تحقيق العدالة المطلوبة، ليس بضخ حزم من الاعانات و برامج العدالة
الاجتماعية؛ المبنية على تقديم اعانات مالية، بل بانتهاج سياسة اقتصادية لاحتواء
اولائك الفقراء بمنظومة العمل و الانتاج و القضاء على الازمات .
نقدم هنا حلولا
ناجعة، للرد على تلك التساؤلات ، من خلال برامج تنفيذية تحقق فرص العمل و الانتاج
و الدخل المرتفع و القضاء على الفقر والجوع، و خدمات صحية متميزة و السكن و
الاقامة بمجتمعات عمرانية جديدة متكاملة، عرضناها فى الباب الاول الفصل الاول ..القري
الذكية و التى سنشرحها بالتفصيل فى مشروع تنموي ضخم شبكة الانهار الصناعية الذكية
و شبكة الطرق الذكية التى تحقق معادلة متكاملة للقضاء على الفقر و عرضنا حلوال
اخري بخطة الاصلاح الاقتصادي و برنامج التريليون جنية فى الباب الثاني الفصل الاول
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق